يزيد بن عبد المدان بن الديان بن قطن، من بني الحارث بن كعب، من مذحج يكنى أبا المنذر وعبد المدان والديان لقبان.
شاعر، من أشراف اليمن وشجعانها في الجاهلية. وفد على بني جفنة (أمراء بادية الشام)
فأكرمه الحارث الجفني وأعزه وأجلسه معه على سريره وسقاه بيده. وعاد إلى اليمن، فأقام بنجران
إلى أن كان يوم كلاب الثاني (من أيام العرب المشهورة قبيل الإسلام) فكان ممن شهده. وانفرد أبو الفرج
(في الأغاني) بذكر (مقتل) الأربعة الذين حضروه، واسم كل منهم (يزيد) وهم: ابن عبد المدان، وابن هوبر،
وابن المأمور، وابن المخرم. وليس في المصادر الأخرى أنهم قتلوا.
على أن مؤرخي العصر النبوي، وفى مقدمتهم ابن إسحاق (المتوفي سنة 151هـ) يتناقلون اسمه في جملة الوفد
الذي قدم مع خالد بن الوليد، من اليمن، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 10هـ.
"ثم بعث رسولُ الله ﷺ خالد بن الوليد في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى من سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب
فذكر الحديث في إسلامهم. وكتابُ خالد إلى النبي ﷺ بذلك، وجوابه أن يُقْبِلَ ومعه وفْدُهم، فأقبل ومعه قيس بن الحصين ذو الغُصَّة،
ومعه يزيد بن عبد المدان، ويزيد بن المحجّل، وعبد الله بن قريط، وشدّاد بن عبد الله، وعمرو بن عمرو السبائي؛
فلما قدموا قال: مَنْ هؤلاء؟، وقال لهم النبي ﷺ:"ما الذي تغلبون به الناس وتقهرونهم؟" قالوا: لم نقلّ فنَذِل، ولم نكثر فنتحاسد ونتخاذل،
ونجتمع ولا نفترق، ولا نبدأ بظلم أحد، ونصبر عند البأس. فقال:"صدقت".
وكان بنو عبد المدان مضرب المثل في الشرف، قال أحد الشعراء:
تلوث عمامة، وتجرّ رمحاً...كأنك من بني عبد المدان!.